الاثنين، 29 نوفمبر 2010

النص الرابع: ارتجالة يونيو 2009


"أنا مش عروسة.. أنا إنسان، وبعرف أتكلم زيك".
في اللقطات الأخيرة من فيلم الكرتون الذي كنت أحبه -"حكاية لعبة"- يحدث هذا التحول المفاجئ للدمى والعرائس التي يلعب بها الأولاد، مرة واحدة تتحول إلى كائنات قادرة على الهجوم والحركة ورفض المعاملة القاسية التي كانت تتعرض لها..
خطرت لي هذه الفكرة بينما أشاهد أحد لوحات "بينالي الإسكندرية" المقام بقاعة الفنون الحديثة، كنت قد أنهيت لتوي قراءة كتاب يتناول الحديث عن العوالم الدقيقة التي تعيش معنا على الأرض، وأنّه يمكن أن نكون جزءًا صغيرًا من عالم أكبر..
حينما خرجت من المعرض كان الطريق مزدحمًا كالعادة، والأفكار تتقاطر على ذهني...
قلّصت عيني، وأغلقت أذني تمامًا، وبدأت -كالمعتاد- أتلقى العالم كما يمليه عليّ خيالي:
الآن يبدو السائق كـ "سوبرمان" حريصًا جدًاعلي تفادي الزحام بطريقة ستبدو للجميع غريبة ولا منطقية، في الأصل سيتحول الميكروباص في ثوانٍ إلى حصان خشبي صغير، وسأمسكه بقبضتي القوية، وأنقله في ثانية واحدة من الشارع إلى... إلى السرير...
سيندهش "سوبرمان" من قدرتي الفائقة، وسيأمر المحروسة الجميلة "باربي" أن تُقبّلني على خدي.. سآخذ "باربي" وغيرها من العرائس وأضعهن بجواري على السرير.
حينما استعادت عضلات عيني عملها ببطء متعمد، كانت أصوات الشجار تتناهى على فتحات أذني، بينما أحد الجالسين ينادي على السائق: "فيه ربع جنيه باقي ورا يا أسطى".
...
ممكن نكمل بعدين...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق