الاثنين، 22 نوفمبر 2010

النص الأول: صندوق


صندوق ألعاب قديم لم يُفارقني.. صار يُراودني في حلم يقظة منذ مدة...
أرى الصندوق فيه بذات الألوان الزاهية القديمة.. برّاقة، تجذبني -بلا إرادة مني- إلي حياة أخرى بداخله.. لم أكن أعلم عنها من ذي قبل..
تدبُّ أقدامي الفارهة ذهابًا إلي الصندوق الزاهي.. فأسمع لها وقعًا كوقع قدمي الصغيرتين في الماضي..
تنمو أطرافي في طريق ذهابي، وينمو الصندوق معي.. ليصغر بقية الكون حولي... عمدًا!
أخترقه كبقايا روح لم تفارق عالم المادة بعد..
أندسُّ داخله بدافع شيء ما..
وتغيب نفسي في ذهولي بصحة ما كنت أخشاه يومًا!!
فالجنود الصغار حقًّا يرقبون عمري بتربّص..
الدمى شياطين بثياب ملائكة بالفعل..
فالذي يسير منها مهدهدًا إياي بأغنية صار يدب بأقدامه عليّ ..
والذي كان يلف ويدور في فلك أبيض.. صار يلف حولي ليُباغتني بطعنات..
حتى الدمى الساكنة -ببسمة ما- متهتكة مسودة.. فزعة ترقب مصيري بينهم..
تجمّعوا من حولي يريدون إزهاق روحي في احتفالية أشبه بتقديم القربان!
زيّنوا رأسي بورود حمراء.. يزداد لونها احمرارًا بمرور كل برهة.. حتي خِلتها تقطر دمًا!
ألبسوني زى ولادتي الأبيض، إنّما عرّوا ساقي، ولفوا بقايا الثوب حول عنقي..
وعندما شخصت عيناي فزعة على بقايا نبضي..
عندها فقط..
قررت التخلص من الصندوق!!

ريهام سعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق