الأحد، 5 ديسمبر 2010

النص الثامن: أغلال


- "يا لغبائنا، لقد وقع.. إنّه ميت".
ينظر إليهم، يجد الخوف مازال محتلاً أعينهم.
- "لقد كشفته لنا دابة الأرض هذه .. إنّه ميت.. ميت".
مازالوا منهمكين في أعمالهم الشاقة...
- لا تصدّقون.. لقد توقفت عن العمل ولم يفعل شيئًا، تحرّكوا، تمرّدوا، لقد مات مَنْ عذّبكم وعذّب آباءكم وأجدادكم لسنين، أيها الأغبياء، لقد تخلّت عنه سماؤه!".
يسترقون التفاتة، لكنهم لا يتركون ما هم فيه!
- "ما زلتم لا تصدقون..!".
بخطى مترددة.. يقترب، يتلمّس رُفَات منسأته ويفركه بين إصبعيه، بقلب يكاد ينخلع تقترب أنامله من الجسد المسجى، لا يصدق أنّه لمسه، هل هذا ملمسه؟ يراوده خاطر أنّه ربما يكون خدعه، فيتراجع، ويتعثر في كرسيه المهيب، يجد نفسه جالسًا على الكرسي.
- "أيها الغافلون، ها أنا على كرسي عرشه، أيها الجبناء اقتربوا".
يجد ابنه يقترب بخطى مترددة ويقف ساكنًا بجوار الكرسي، حركة الابن تزيده شجاعة فيقوم ويصعد فوق الجسد المتكوم صائحًا: "هيييييييييييه.....".
تختلط الأصوات، وتعمّ الفوضى المكان!!

طارق رمضان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق