سربٌ من الكائنات يرتحل نحو الأعلى، شيء ما يشدّني أيضًا للأعلى، لا أريد أن أطير. سمعت أصواتهم فوقي، لي وهمُ الانتماء ولهم وهمُ الحرية، ولنا معًا حقيقة الحزن.
-2-
لأبي تلك النظرة الحزينة، أعرفه بها منذ صغري، تلازمه... إلا حين يسرقه فرحٌ مؤقّت، أو تأسره دعابة ممتعة. لعينيه عمق الحزن، وبريقٌ لا أفهمه، هل كان هكذا دائمًـا؟!
-3-
كانت الحياة ستكون أكثر احتمالاً لو لم تكن. أحبها بطبيعة الحال فهي ابنتي، لكني أشفق عليها من هذه الحياة! أحيانًا أحدّق في سريرها وأبكي، ما الذي سأعلّمه لها حين تكبر؟!
-4-
تغيّر أبي كثيرًا في الشهور الماضية، صار يتأخر في العودة، لم يعد يحب البقاء في المنـزل، هل أغضبه أحدنا؟ هل تشاجرت أمي معه مرة أخرى؟!
-5-
حتى حزني أشك في صدقه، هل هو حزني حقًّـا، أم أنّه حزن الخيوط أو تمثيليّتها بالأحرى؟! هل أنا أنا، أم أنّني الخيوط؟ ماذا سيتبقى مني إذا تمكّنت من نزعها!
-6-
الغُصّة تملؤني، لا أدري حقًّا لم فعلتَ هذا؟ لماذا يا أبي... لماذا؟!
أحمد الحضري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق