السبت، 11 فبراير 2012

الارتجالة الرابعة عشر: لم تكن هنــــاك


(1)
عينٌ خالية من النوافذ تخلو إلى ذاتها وهي تبكي

(2) 
رجلٌ خالٍ من الحكايات يملأ صحراواته بقصصهم، يسرق من وجوههم الأحداث ..كي يحيا 
 رجلٌ بلا وجه، لا تتلون عيونه مع انفعالاتهم أو مع مشاعرهم، لكنه هناك دائمًا، يراهم كما لا يرون أنفسهم.
رجلُ مليءٌ بالحواديت يمر على صفحات وجوههم البيضاء كي يلونها بخياله. 
رجلٌ يرى امرأة وحيدة، في خياله هي دومًا جميلة، مثيرة، لذلك ربما لا ينظر لها كثيرًا! 
(3) 
امرأةٌ وحيدةُ وقبيحة متربة، تجلس دائمًا في ركنها القصي تحتمي من البرد، تحـاول أن تختفي من المدينة في المدينة 
امرأة غير موجودة، تجلس دائمًا هناك، لا يتخيلها أحد، لا يفكرون فيها حتى وهم يتكلمون عن القبيحين، المتمردين، المنبوذين، فهي هامش الهامش، الصفحة بعد الأخيرة من صفحاتهم.
(4)
شارع مزدحم بالمارة يمر به الجميع مسرعون سوى العشاق والمتعبين ومن لا يجدون من يرجعون إليه! 
شارعٌ مزدحم خالٍ من الجميع إلا رجلا بلا وجه .. وامرأة لا تقف هناك! 
أحمد الحضري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق