الارتجالة الخامسة والعشرون: النص الأخير
تشبثت
يسراها بالطبق. مددت ساقيها واستندت للجدار..
"أشتاق
إلى غفوة كغفوة محمود. ها هو بجانبي يمد جسده ويغمض عينيه. الجدار يؤلم ظهري ولكنه
يغريني بالنوم. لا استطيع. كثيرًا ما رأيته باحثًا عن مأوى آمن حول الميدان ولا يجد.
لا أعرف ما يربطه بهذا المكان، أعلم ما يربطني به.ألِّف
جلستي تلك وألفني. اطمئن إلى النوم بجواري وهو يبدد وحشتي. أدفع عنه أذى لن يدفعه
عني إن عدت وحدي دون نقود.افتقدت
نُطق اسم محمود فاطلقته عليه. تقول أمي إنه لم يحتمل العملية. كليته حية ولكنه لن
يعود. لا أصدقها. سيعود وستعود حلواه. وسأنادي صديقي باسمه حتى يعود.آه.
أتمنى لو ارتديت حذاءً غير هذا وفستانًا أصفر. بطني تؤلمني. لا يحتمل ما جمعته
قطعة حلوى ولا أحتمل غضبتها. سيطعمني إياها محمود".
انتبهتْ لدمٍ يطال قدمها اليمنى.
هلعت لرؤية محمود انهت حياته قطعة حجر رماها عابث، وهلعتْ حين التفتت فلم تجد
الطبق.
الوصيف خالد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق