الاثنين، 13 ديسمبر 2010

الارتجالة الثالثة عشر نوفمبر 2010، النص الثامن: الكلمة الأخيرة

يبدو أنّ تلك العبارة أصابتني في مقتل، فمنذ سمعتها وأنا أردد النظر في معانيها، وأحاول الغوص في ما ورائها، مع أنّها بدت واضحة الدلالة في ظلّ ذلك التتابع المنطقي لأحداث الفيلم.
مِلْت على صديقي هامسًا: كانت بحق جميلة مشرقة، بسيطة وفاتنة، تأخذ بلبّ مَنْ يراها لأول وهلة، وتبعث فيه ذلك الإحساس الغريب المتناقض من الدفء والسكن، مع الرعشة الخاطفة في آنٍ واحد.
كنت متوقعًا تلك النهاية التراجيديّة المؤلمة لهذه الفاتنة ولكل مَنْ تعلّق بها وأُصيب بسهم عِشْقها.
لا ريب أنّني أُصبت مؤخرًا بتلك الحالة المأساويّة التي وقع فيها كل مَنْ رآها وتعامل معها وفُتن بحبها، حتى انطبع في مرآة قلبه كل هذا القدر من الحسرة واللوعة والألم.
مال عليَّ صديقي مرددًا في ألم: أنا مهاجر يا مصطفى، هذى بلاد لم تعد كبلادي.
لم أستغرق في الاستماع إليه، بل رحت مرددًا في نفسي -بكل تلك الحسرة والضياع- تلك العبارة الأخيرة التي قالها وهو غارق في دمائه، يلفظ أنفاسه الأخيرة في الحياة:
"هي اللي كانت دايمًا نورها كل يوم يسبق نور الشمس". (نور الشريف- دم الغزال)


مصطفى ثابت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق