الجمعة، 24 ديسمبر 2010

الارتجالة الرابعة، النص الأول: عزاء

اليوم الأول:
في صمت جلستُ بين الجموع.. أراقب ابتسامتها الواثقة رغم الحزن.. دموعُها تأبى النّزول.. أخذتْ تتمتم في خفوت: "لن يتركني..".
أبتلع شفقتي وحزني، وأتجه نحو أمي التي تذهب نحوها في حذر.. تصحبها للفراش بصمت دون تعبير محدد بالملامح، لتتركني بين ذهول وشفقة، وتغلق باب غرفته خلفها.. لتبدأ بالبكاء..
***
اليوم الثاني:
بين الجموع جلسَت وقد تخلّت الثقة عن ابتسامتها الحنون.. وأطلقت جفونُها سراح الدموع، واهتز الصوت الراسخ أبدًا: "لم يتركني".
حاولت أمي ارتداء ابتسامة لم تكن يومًا لها.. وارتشفت شفقتها مع القهوة.. وفقدت بينهما الشعور..
***
اليوم الثالث:
تمثالان من رخام أسود بين الجموع.. بلا صوت ولا حركة أو أي تعبير بالملامح.. أنقل عينيّ بينهما في فزع.. فتغلبني الدموع.. أردّد رغمًا عنّي: "لاتتركها.. لا تتركهما.. لا تتركني".


شروق مجدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق