الثلاثاء، 15 فبراير 2011

الارتجالة السابعة، إبريل 2010: الصعود إلى الأرض


علم أنَّه مغادر قريبًا.. فاستعاد اهتمامه بقطعة الأرض التي تلتقي أطرافها بجدار السماء، إرث عن جدٍّ بعيد، اكتنفه الكلف طوال حياته بتقديس الأسلاف واحتقار كل من سيطؤ الأرض من بعده. سنوات هروب، تائهٌ قضاها، محاولاً التخلص من لعنة جدّه الجاثمة على روحه بحجم أرض شاسعة تلتقي أطرافها بجدر السماء. علم أنّه مغادر قريبًا؛ فترك الأكواخ التي أدمن الانتباذ بها وعاد إلى إرثه البغيض. رفع عن القوم عناء مرسومه الذي فرض عليهم ألا يغرسوا بأرضه إلا كل حقير من النبت وخشاش الأرض. كتب لهم مرسومًا جديدًا وهو في طريق عودته: "أن اقتلعوا خشاش الأرض الذي جُبلتم عليه، واغرسوا كل ما ارتفع عن الأرض وغرس قممه في كبد السماء .. حلال لكم الغرس في أطراف الأرض، محرّم عليكم وسطها".
انتهى من طريق العودة -بعد ألف ألف عام- فوجد الأشجار تخنق أطراف الأرض، عملاقة بحجم ما تمنّى. استراح ألف ألف عام بينهم حتى كرهوه بحجم القصر الذي شيّدوه له في منتصف الأرض، الذي ما إن أتمّوا بنيانه حتى غادر كما وُعِد، حينها عبدوه لألف ألف عام كما نصّ عليهم آخر مرسوم تركه لهم.. لا يعلمون ما سيفعلون بعد انتهائها.

وليد خطاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق