الجمعة، 18 فبراير 2011

الارتجالة السابعة، إبريل 2010: لحية


لم أدَّعِ يومًا أنّي أكترث.. فليحترقوا جميعًا.. فليحترق الكون إن كان بهذا البَله.
لم أقل "سنطير"، لم أذكر حرف النون منذ عرضت الفكرة، أنا لا أتحدث بصيغة الجمع أبدًا؛ لأنّني أعلى شأنًا من ادعاء الفضيلة.
الهوس الذي أصاب الجميع كان في صالحي، تركتهم يغرقون في أهوائهم وإغواء الفكرة، حتى تبقى لي الوقت الكافي للاهتمام بلحيتي، أُطيلها، أحلم بها، وأستيقظ فزعًا على إثر كابوس لي بوجه حليق.
اكتملت الأسطورة، اكتملت ووقفت أرمقها بفخر، ذلك الشيء الذي يمكنه أن يُحَلّق بك بعيدًا فتمرّغ قدمك في الهواء وتبصق على الأقل شأنًا برضا تام.
راقبت المشهد، القرية تأكل بعضها أملاً في الفرح، وتتراشق بأفعال مفردة، ولا توجد نون.. ولا يجب أن توجد نون.. حتى أنّ بعضهم تراشق بما هو أكثر ونجح بالفعل في إضحاكي.
ليست لي حاجة أن أروي أنّني مَنْ حلّق في النهاية.
كنت أعلم أنّني لن أحلّق للأبد.. كان مكرًا قدريًّا أن تكون سقطتي بينهم..
أعينهم تأكل جسدي حيًّا، وسكونهم يوحي ببدايات هلاك.. تقبّلت المكر تمامًا..
بهدوء.. نهضت..
نظرت في أعينهم..
داعبت اللحية.. بحاجة لشيء آخر..
تفرّقوا..
تفرّقوا على مهل، كأنّهم ينفضون عن لهو..
حملت ثيابي الرثّة ومضيت أفكر..
في كابوس البارحة.
ريهام سعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق