الاثنين، 14 فبراير 2011

الارتجالة السادسة مارس 2010: النص العاشر


      أخبرتْه أنها طالما اعتقدت أن كل من عرفها أحبها بشكل أو بآخر.. أنها تركت به أثرًا، وأن ذلك وحده هو ما كان يقويها على تحمُّل الوحدة، وأنها اليوم، بعد أن اكتشفت أن ذلك لم يكن صحيحًا، تشعر بوحدة مضاعفة بعدد من رحلوا.
      لكنها لم تخبره أن أكثر ما يؤلمها هو صورتها لديه، وتشابهها مع ما تريد أن تكونه يومًا وتعجز عن تحقيقه، لكنها لم تطلب منه أن يتوقف عن تذكيرها بهذه الصورة، ولم تخبره أيضًا أنها تكره أنانيتها المتكونة حديثًا، وغرورها الراغب في النمو تحت شعار "الثقة بالنفس ضرورية" .. ولن تطلب منه أن يتوقف عن إطعام غرورها الغر بكلمات تشعر أنه يعنيها حقًّا.
      تعلم أن غرورًا هو مشعله لن يزيد الأمر إلا سوءًا، لكنها لا تهتم.. تعيش اللحظة بكل ما فيها حتى النخاع، مدركةً أنها تخوض نهرًا لن تقوى يومًا على تياره إن غدَرَ أو غفلتْ. ورغم أنها لا زالت تداوي جروحًا نتجت عن تهورها الأخير؛ إلا أنها لا تتوقف عن ترديد عباراته سامحة لغرورها بصوغ حكمتها اليومية.. المتكررة:
"فلتنعمي اليوم بصورتك فوق صفحته البيضاء.. فالألوان أيضًا يصيبها العطب!"

 شروق مجدي عن نفسها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق