الاثنين، 1 أغسطس 2011

الارتجالة الحادية عشر: شبحهما


-        إنت إيه خلاك تعمل كده دلوقتي؟
-        أعمل إيه؟
-        صابر.. إنت مش طبيعي!
ينظر إليها بعينين لا يعبران عن شيء، ينفصل عن مضاجعتها، ينزل من سريرهما الأبنوسي، ويلتقط العلكة من الأرض ويمضغها ثانية!

-        يعني هي اللبانة اللي كانت بتكيفك؟
صمت
-        انتي ساكتة ليه؟
-        أقول إيه طيب.. إنت بقيت غريب قوي قوي!

يدخل تحت الغطاء.. يكمل مضاجعته.. تتوتر وتتقطع أنفاسها، تزيح غطاءهما، فيحيطها بأطرافه الأربعة، تزمجر، وتئن، ولا تبتسم، يبطء من سرعته، يتوقف، ينفصل عنها، يكمل المضاجعة بيده بينما تنسكب دمعة على فخذه
...
-  ماله جوزك؟ ماكنتو كويسين.. ده لسه أول إمبارح كنا مع بعض في دريم بارك
- أهو في اليوم ده بالذات كان غريب قوي.. ما شفتهوش لما كان راكب الديسكافري لوحده كان وشه عامل ازاي، ده كان بيتحول يا سلمى!
- انتي هبلة يابت! ماطبيعي يتحول وهو لا طايل سما ولا أرض J
- لا.. مكنش طبيعي
- ليه يعني.. ايه؟ ملبوس مثلا؟؟
- مش عارفة
- حاولي تقعدي معاه وافهميه أكتر.
- طب سلام دلوقتي عشان هو جه
- سلام
صوت الباب وهو يُغلق  بالمفتاح، خطوات متذبذبة، غلق سريع لصفحة الشات، نداء من الصالون
- سارة!
- أيوة يا صابر
يدخل الغرفة.. يخلع الكوفية، ويضع الجاكت على السرير ويمدد جسمه متأوها
- صابر إنت إيه اللي لابسه ده؟
- ماله؟ مش فاهم.. لبس!
- انت بردان؟
- لا حران جدا ومش طايق حاجة.
- صابر.. احنا في الصيف على فكرة
- لا والله.. بجد.. ههههه
- صابر هو فيه ايه؟
- هو إيه اللي فيه ايه؟

يقفز من السرير متجها إلى الحمام، ويخلع ملابسه بالتدريج في الطريق، حتى ترسم ملابسه على الأرض شكل اللانهاية.. فترة صمت داخل الحمام.. تنفزع سارة من صوت صابر وهي تتامل الباب:
- سارة.. الفوطة ياسارة..
- هو انت استحميت؟
- أوف.. آه استحميت
يمد يده ملتقطا الفوطة معلقا وسطاه لوهلة في كفها.. يخرج محيطا وسطه بالفوطة.
- بخلاف ان انتي كنتي بتتصنتي عليا.. كنتي بتكلمي مين ع الشات؟
- إيه ده؟ وانت عرفت منين؟
- عرفت منين إنك كنتي بتتصنتي عليا ولا عرفت منين إنك اتكلمتي ع الشات؟
- أولا أنا ما كنتش بتصنت عليك.. ثانيا: كنت بكلم سلمى عادي يعني.
- وقالتلك إيه؟
- ده على أساس إنك عارف احنا اتكلمنا في إيه؟
- أيوة مش اتكلمتوا عن يوم دريم بارك؟
- إيه؟!
- (مبتسما) أيوة أنا حلمت بكده.
- صابر انت كنت معاها؟ دي كانت في الساقية ومعاها اللاب توب؟
- (مشيحا الفوطة من حول وسطه) اوعي تفكري في يوم من الأيام إن ده هيكون لحد غيرك.
تشيح بنظرها عنه في وجوم.. يحاول أن يحرك رأسها تجاهه.. لكنها هربت منه مرددة: "إنت مجنون!"
...
- آه منا بعمل كده علطول.. بشتري لبس الصيف في الشتا والعكس
- بيكون أرخص كتير يعني صح
- آه طبعا
- تاخد لبانة؟
- لا.. صحيح.. إوعى تكون مع مراتك ع السرير بتاكل لبانة؟
- آه ساعات.. ليه يعني؟
- لا ده ساعات بيجيب فتور في العلاقة
- ياسلام!
- بجد يا ابني صدقني.. وعلى فكرة سارة اليومين دول شايف إنها غريبة شوية خاصة بعد يوم دريم.
- إنت كلمتها فين؟
- في الشات
- هي ضايفاك؟
خرج منتقلا إلى مول طلعت حرب.. اشترى ملابس شتوية
- معلش يافندم للأسف وبعتذر جدا جدا الشنط خلصت. خمس دقايق وهبعت عشان تيجي شنط حالا
- لا وعلى ايه.. هات اللبس
..
جرى عريانا وراءها مندفعا، حاصرها في ركن الغرفة، وانهال عليها بصفعات طرقعت على رقبتها وبعدما انتهى، التقط ملابسه اللانهائية، قالت وهي تحك فرجها:
- صابر.. طلقني.

أحمد الصادق

هناك تعليق واحد:

  1. الارتجالة دي من أحلى الحاجات اللي كتبها أحمد صادق

    ردحذف