نعم
يجب على انفانتا أن تأتى إلى الغابة وتلعب معه سوف يتخلى لها عن فراشه الصغير ويقف يحرسها بجوار
النافذة حتى الفجر ليتأكد من أن الماشية ذات القرون لن تؤذيها وأن الذئاب الشرسة لن تدنو من الكوخ، وفي الفجر يدق
على مصراع النافذة
وسيخرجان ليرقصا معًا طيلة اليوم فإذا تعبت سوف يحملها بين ذراعيه لأنه قوى جدًا برغم أنه
يعرف أنه قصير القامة. لكن أين هي؟
لكن
يبدو أن كل شىء مزدوج فى هذه الحجرة، فى هذه الجدران غير المرئية الشفافة كالماء
الصافى.
صورة
لصورة، أريكة لأريكة، وفينوس الفضية التى تقف فى ضوء الشمس المتسرب من النافذة تمد
يديها لفينوس أخرى تماثلها فى الجمال.
أتراه الصدى؟ لقد جربه مرة
فى الوادى ووجد أنه يكرر كلماته كلمة كلمة، أتراه يخدع العين كما يخدع الأذن؟ هل يصنع عالمًا مقلدًا يشبه
العالم الحقيقى؟
حين
فهم الحقيقة
اطلق
صيحة يأس وسقط على الأرض باكيًا. كان هو المشوه الأحدب القبيح المخيف. كان هو الوحش وهو من سخر منه الأطفال والأميرة الصغيرة التى
حسبها تحبه .
بعد
دقائق هز كتفيه ونهض وانحنى لانفانتا وقال :
يا أميرتى الجميلة قزمك المضحك لن يرقص ثانية ابدًا، هذا محزن لأنه قبيح جدًا إلى درجة أنه يمكن أن يجعل الملك يبتسم
سألته: ولماذا لن يرقص ثانيةً؟
قال
لها : لأن قلبه تحطم
قطبت
انفانتا جبينها وتقلصت شفتاها الورديتان فى ازدراء وقالت:
فى
المستقبل لا تحضروا للعب معى إلا من لا قلب لهم .
وبكت
وركضت إلى الحديقة .
*مثير الارتجال مقاطع من قصة أوسكار وايلد "عيد ميلاد انفانتا" ترجمة أحمد خالد توفيق، ومن اختيار القاص المغمور/كريم فراج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق