نعم يجب على
انفانتا أن تأتى إلى الغابة وتلعب معه سوف يتخلى لها عن فراشه الصغير ويقف
يحرسها بجوار النافذة حتى الفجر ليتأكد من أن الماشية ذات القرون لن تؤذيها
وأن الذئاب الشرسة لن تدنو من الكوخ، وفي الفجر يدق على مصراع النافذة
وسيخرجان ليرقصا معًا طيلة اليوم فإذا تعبت سوف يحملها بين ذراعيه لأنه
قوى جدًا برغم أنه يعرف أنه قصير القامة. لكن أين هي؟
يتلفت
حوله باحثًا عنها وباحثًا عن من يطاردونه في مدينةٍ تؤمن بأن كل ندبة وكل التواء في
الخلقة ناتجًا عن ذنبٍ ما.
كان قبحه
الشديد ملاذًا للآثام.
منذ أن
شوهد من قبل حراس الملك في الغابة أثناء رحلة صيد الملك... وأرتعبت الخيل لمرآه
وصعق الملك من قبحه.. قدروا أنه ابن الخطيئة الأولى.
وقرر
الملك اصطياده وقتله حتى تعود المدينة نقية كما كانت.. لم يفهم القزم أبدًا
مطاردته له ولا ضحك انفانتا في لقاءاتهم السرية.
وقدر هو
أن خير ملاذ له هو القصر.. فقد خرج الجميع للبحث عنه.. فتسلق الأسوار .. وبحث عنها
في كل الغرف حتى وصل إلى تلك الحجرة العجية، لكن يبدو أن كل شىء مزدوج فى هذه
الحجرة، فى هذه الجدران غير المرئية الشفافة كالماء الصافى. صورة لصورة، أريكة لأريكة، وفينوس الفضية التى تقف فى ضوء الشمس
المتسرب من النافذة تمد يديها لفينوس أخرى تماثلها فى الجمال.
أتراه الصدى؟
لقد جربه مرة فى الوادى ووجد أنه يكرر كلماته كلمة كلمة، أتراه يخدع
العين كما يخدع الأذن؟ هل يصنع عالمًا مقلدًا يشبه العالم الحقيقى؟
حين فهم
الحقيقة اطلق
صيحة يأس وسقط على الأرض باكيًا. كان هو المشوه الأحدب القبيح المخيف. كان هو الوحش وهو من سخر
منه الأطفال والأميرة الصغيرة التي حسبها تحبه.
بكى كثيرًا.. حتى أن نحيبه تردد صداه في جنبات
القصر.. فأيقظ انفانتا من قيلولتها وتلمست الصدى حتى وصلت إلى الحجرة فما أن رآها
القزم حتى اندفع نحوها ليجذبها ناحية المرآة، وعلى قدر سعادته لوجود اثنتان من
انفانتا.. على قدر فزعه من تكاثر الندبات وازدياد التشوه على خلقته.. اتسعت عيناه
فزعًا وهوى أرضًا.. ضحكت انفانتا قليلاً قبل أن تطلب منه النهوض فلم يجبها. وغضبت
واستدعت رئيس التشريفات ليجعل القزم ينهض.. ليضحكها مرة أخرى.. مال عليه رئيس
التشريفات ... وبعد دقائق هز كتفيه ونهض وانحنى لانفانتا وقال :
يا أميرتى الجميلة قزمك المضحك لن يرقص ثانية أبدًا، هذا محزن لأنه قبيح جدًا إلى درجة أنه يمكن أن يجعل الملك يبتسم.
يا أميرتى الجميلة قزمك المضحك لن يرقص ثانية أبدًا، هذا محزن لأنه قبيح جدًا إلى درجة أنه يمكن أن يجعل الملك يبتسم.
سألته: ولماذا لن يرقص ثانيةً؟
قال لها: لأن قلبه تحطم
كريم فراج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق