الجمعة، 5 أكتوبر 2012

الارتجالة الرابعة والعشرون: قط وفأر


(1)
يأتي من اليمين فأهرب لليسار،
يأتي من يساري فأهرب للأمام..
وأفكر: لماذا أهرب منه رغم أن كيده ضعيف كما تعلمت؟!
أواجهه فيواجهني بالسؤال: ألا تريد الخلود؟
أهرب من السؤال بقوة أكبر
لكن بعد مواجهة أخرى وهروبين.. أأكل من الشجرة!!
(2)
أنام في سلام فيأتي ليزعجني، أطارده فيهرب
أعود للنوم فيأتي ليزعجني، أطارده فيهرب
وأعود للنوم ويأتي ليزعجني، غاضبًا تركت له بيتي فأقام فيه. حاولت طرده ففشلت
حاربته ولم أخسر.. حاربني ولم أخسر.. سالمته فخسرت!
(3)
أبدأ في رسم وجه حبيبتي على الحائط فيأتي الجنود ويحملونني لفرعون الذي يصرخ في وجهي: كيف ترسم وجهًا غير وجه ربك؟!
أجري هاربًا وأمسك كتابًا على صفحةٍ بيضاء به أرسم استدارة وجهها لكن جنود التتار يخطفون الكتاب ويلقون به في النهر ويطاردونني.
أهرب، وعلى كراسة الرسم أخط عينيها
لكن المدرس الانجليزي يمزق الصفحة طاردًا إياي..
أكمل رسم أنفها على أسفلت الشارع
لكن دبابات العسكر تمحوه وتطاردني
انتهي من رسم فمها وشعرها المنطلق في كل اتجاه لكن ذوي اللحى يطلون الحائط ويزيلون رسمي.
أشكلها بأنفاسي في الهواء وأجري
لتكون صورتها في كل مكان
لكنهم لا يملون من مطاردة الهواء!

طارق رمضان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق