الأربعاء، 6 مارس 2013

الارتجالة التاسعة والعشرون: النص الثالث


القهوة.. كانت دليلي الدائم إليك. رائحتها الخفيفة كانت تعني أنك تجلسين في الشرفة الآن.. تنتظرين أن تتحولي إلى غيمة عند نهاية الفنجان، أما رائحتها القوية فكانت تقودني إلى ركن الصالة.. حيث تختبئين وحدك خلف الرائحة وتجبرينها على منعي من الاقتراب.
بقعة القهوة التي كنت أصادفها في الردهة كانت تدعوني إلى التمهل في هذا المكان.. حيث ارتجفت يدها وهي تخاف أن تصل إليَّ باردةً صامتة غير قادرة على مؤانستي، وحين ألقاها على حافة النافذة أعرف أن الشارع الخالي أمسك بذراعك داعيًا إياك إلى الرقص... لكنك رفضت لأنك تعرفين أنه سيتوقف عن إيلامك إذا راقصته.
أما البقعة التي على طرف الفراش فكانت تخبرني أنك كنت تدعين أحلامي إلى مشاركتك القهوة ربما يجعل ذلك أصابعها أكثر دفئًا، أصابعها التي كنت تحسين اثرها على جبيني البارد.
تلك القهوة لم تعد توصلني إلى أي مكان.. حتى حين أسكب البعض منها على الأرض أو قطع الأثاث.. لا أدري هل هي تخذلني الآن.. أم أنها من الأساس كانت دليلك أنت إليَّ.

مصطفى السيد سمير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق