تُقلِب صفحات الرواية في
ملل، تتبع الكلمات ورسمها، تبحلق في ثنايا كل حرفٍ، تمسك بقلمها الحبر الأسود الذي
أهداها إياه. توصل الكلمات ببعضها البعض، تشطب كل حروف الجر، تطمس معالمها. تغرس
القلم بعنفٍ، تفقأ الكلمات.. تصفيها من معناها.
يداعب أذنيها معزوفة
بيتهوفن.. فتُشغلها.
تتأمل يديها وهي تعبث
بالصفحات، تتساقط دموعها على الصفحة. تمزج السطر الأول أفقيًا والسطر الأخير، تربطهما
بخطين رأسيين.
تتحدد ملامح لوحتها!
تعبث بصدر اللوحة، تمزج كل
الحروف.. تتموَّه معالم حروف الجر ظروف المكان والزمان، بحركات سبابتها العشوائية
أفقيةً ورأسية مموجة دائرية...
- هذا حسن، لوحة جميلة
فعلاً!
ينعكس ضوء المرآة فيُشتِّت
انتباهها.. قطعت الصفحة.. هرولت على المرآة، تقتنص زجاجة طلاء أظافرها الأحمر،
ترجم المرآة بها.. يسيل عليها.. تلصق لوحتها عليها .. تنظر إليها بفخرٍ..
وتمضي..
سلمى
خضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق