*
تهمس وردة للشوك: ما أقساك ما أقساك..
أقابل زائري بالعطر
تجرح أنت من يلقاك..
لماذا يصبح الوخز الأليم
هواية الأشواك؟!
أحمد
بخيت
20/10/2008:
تبحث في حقيبة أوراقها
الخاصة عن الصور الشخصية التي تصورتها منذ فترة لتكمل أوراق سفرها لزوجها.. الذي
أخيرًا تم الموافقة على طلبه لاستقدامها..
- آآآخ.. أخيرًا.. مع إني
دورت في الشنطة أكتر من مرة بس ملقتهمش!
تفتح ظرف الصور.. تمسك
الصورة بطرف أناملها كمن لا يريد الاقتراب من شئ ملوث
- إيه الابتسامة السمجة
دي؟!... وإيه الكادر السخيف ده!
12/9/2000:
تجري في انطلاق.. يراقبها
من بعيد وهي تنتقل في الفضاء الأخضر... وكلما مرت على وردة تتمتم بكلماتٍ لا
يفهمها.. هي تعلم لغة الورد جيدًا!...
يطوف ورائها بترقبٍ كصياد
الفراش..
ثوبها المتطاير يبعث في
النفس شهوة الامتلاك.. ملونة هي وشهية!
يدعوها للتوقف.. يوجه عدسة
كاميرته تجاهها..
- مش كفاية لف بقى ونتصور
شوية؟
تتوقف وتدير برأسها ناحيته
بعفوية مبهرة.. تبتسم ملء فمها.. كانت أسنانها المتراصة كأسنان المشط بتناسق فريد المحاطة
بشفاهٍ منمقة تُغري بالتصوير.
- ماشي يا سيدي.. صورني
يالاَّ.
يقطف لها وردة بيضاء..
= عشان الصورة تكمل لازم
تتصوري مع حاجة شبهك.
كان يعلم ولعها بالورود
البيضاء، ورغم ذلك لم يفكر ولو لمرة أن يهديها باقة.. كانت دائمًا هداياه لها ذات
طابع عملي جاف، كان منطقه أن تنتفع بالهدية خير من أن تسعد بهدية سريعة العطب!
تأخذها منه في سعادة طاغية:
- إيه ده! .. وردة؟!!.. أول
مرة تديني ورد.
يلتقط لها الصورة على عجل..
يريد أن يلحق تلك الابتسامة التي سكب بهجتها وهو يعلم أنها ستتطاير كما يتطاير
الكحول!
= عارفك بتحبي الأبيض منه..
بس هاتيها كده.
يخرج "ميدالية"
مفاتيحه.. يمسك بواحد ويفصل ساقها عن رأسها.. ويعطيها الوردة ويأخذ هو الساق.
تتأمله في عجب، لا تدري
أكان يقصد ألا تتاذى من الشوك، ولكن كيف ستحملها.. كان يمكنه أن يزيل الشوك دون أن
يبتر الساق بهذا الشكل!.. أم تراه يريد أن تحتضن كفيها الوردة؟ وهو المولع دائمًا
بدفء كفيها؟!.. أو لعله يقصد أنه الجذر وأنها نبتته وبهجته المورقة؟ وأنها منه
وأنه ليس لهما إلا أن يكتملا؟!.. أم تراه يقصد أن يفسد عليها بهجتها إيمانًا
بمنطقه بأن السعادة ما هي إلا إحساس عابر لحظي وأن الإنسان خُلق ليحزن؟!
- بتذمرٍ: عملت كده ليه؟!!
يبتسم .. وبعد قليل من
الصمت: عشان كل واحد بياخد الحاجة اللي شبهه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق