اعتاد على لقاءاته العابرة التي جمعته بفتياتٍ لا
يمثلن بالنسبة له إلا مجموعة كلمات صغيرة يربطها بخيط خياله الذي لا يخذله أبدًا
طالما وجد ما يغذيه ..
وحدها تركته خاليًا تمامًا من أي معنى .. عقله فارغ من الكلمات .. حتى خيوط خياله تشابكت مع خصلات شعرها المجعَّد ..
ثلاثة أيام لا يفعل شيئًا سوى أن يراقبها عن كثب .. بينما تعد "الشاي"
لزبائن القهوة وتغني بصوتها الناعم المرتعش (يا تجيب لي شاكليته يا بلاش يا ولا)..
في كل مرة تطلق نفس التنهيدة التي تنتهي إلى لا شيء ..
كانت قد وضعت كوب الشاي، بينما هو يهم بالحديث معها، نظرت إليه بملل وهي تعدل
منديل شعرها المرقع: "عارف يا سيدنا لفندي .. أنا بشوفك تيجي هنا كتير وتقعد تضحك
ع البنات ف الدرب عشان يحكوا لك حكايات، وإنتا تكتبها للناس، يكون ف معلومك كلهم
بيضحكوا عليك، بس مبسوطين إنهم بيألفوا أحسن منك"..
تطايرت الكلمات بين شفتيه: "مين اللي .. لحظة هوا أنا"..
ضحكت وهي تقول: "عارف بقى الحكايات اللي عندي .. دي اللي ممكن تعمل منها ولا
ألف ليلة وليلة"
.. وانصرفت هكذا ببساطة..
.. وانصرفت هكذا ببساطة..
أخذ يلملم أشياءه، ودفع حسابه لصبي القهوة وانصرف ولا يزال خيط خياله مشتبكًا هناك .. بين تجاعيد شعرها .. ومنديلها المرقع
رنا حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق