الثلاثاء، 21 يناير 2014

الارتجالة السادسة والثلاثون: النص الخامس

- جنود القيصر على الباب، هل احضرتي الطعام؟
= الطعام جاهز لكنه في حاجة لبعض الملح.
- الملح نادر هذه الأيام، احضريه دون ملح.
= يا سيدي الملح أمر ضروري، لا استطيع امدادك بالطعام دونه.
= بلى، لا نريد ملحًا. عليكِ احضار الطعام وكفى.
- يا إلهي، ماذا سأفعل؟ الجنود ينتظرون الطعام، أكاد ارى ظلالهم من هنا... يا إلهي..
"الحاكم العسكري على الباب... افسحوا الطريق...."
سيدي.. سيدي.. يجري ناحية الباب.. ينحني في خضوع.
يمضي الحاكم غير مكترثًا بالرؤوس الكثيرة المنحنية أمامه، يمضي مباشرةً إلى غرفة الطعام... يجلس على المائدة... ينظر لأصناف الطعام الممتدة أمامه... لا يحدث أحد.
يتناول الملعقة ويتذوق الصنف الأول... فجأة يترك الملعقة، يأمر بمذكرة عسكرية... أمر عسكري هام إحالة الطباخ وزوجته إلى محاكمة عسكرية....
لا تمر دقائق ويجد الطباخ نفسه مقيدًا وإلى جواره زوجته في السجن الرئيسي للبلدة... وجه الحارس مضطرب... الطباخ ينظر لزوجته ولا يتحدث، لا يعلم ماذا جرى ولا ماذا سيجري.
في اليوم التالي تعقد المحكمة.. في المحكمة جلس القاضي على كرسيه... افتتح جلسته.. أشاد بعدالة الحاكم.. أدان الطباخ وزوجته (الطعام الذي قدم للحاكم أمس كان بدون ملح وقد أصاب الحاكم استياء عام من هذا الذي فعلتموه أمس)...
زوجة الطباخ تنظر للقاضي وتصيح بصوتٍ عالي... "يا سيدي ليس ذنبي هي التي اخطأت"..
القاضي بصوتٍ أجش: "من؟"
هي: "الذبابة يا سيدي... حينما كانت تحدثني أمس أوعزت إليَّ أن الملح نادر وأنه من الأفضل ترك الطعام دون ملح".
القاضي مقطبًا وجهه: "الحكم بالإعدام لوجود ذبابة في بيت الحاكم".


آية محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق