الاثنين، 1 أغسطس 2016

الارتجالة الثامنة والأربعون: النص الرابع

مثير الارتجال
السوق مساحة شاسعة، والجرس قد انطلق.
كنت أحبها أكثر... لم يكن هذا واضحًا لأحد، لكنني كنت أعرف أني أحبها أكثر ولم يكن الأمر في قلة حيلتي تمامًا... أنا أرفض بيعها من الأساس.. فكرة البيع نفسها تثير غثياني. لو كنت أملك مالاً، لما اشتريتها.. أنا أحبها أكثر.. لكنني لا أملك أن أشتري أو أن أوافق .. ولا أن ابتعد.
لذا أنا مجرد متفرج وسط المتفرجين، ولا أوافق أن أكون بين المتفرجين لكنني لا أقدر على الابتعاد... السوق مساحة شاسعة.. وهي عارية ومُباعة... واقفة في المنتصف بحياد، وأنا أحبها أكثر من الجميع، ولا أملك مالاً أو موقف أو جرأة أو حيلة... أنا لا أملك لا.. أنا كذلك لا املك نعم لكنني أحبها أكثر.
يقف النخاس، يتلو كل محاسنها للناس، للمشترين، للمتفرجين، للراغبين، لغير المهتمين...
هي لا ترفع رأسها، وأنا أريد نظرة أخيرة
ينتهي البائع، ويوجه نظره لمجموعة معينة من الميسورين، كأنما لا يرى سواهم
أنا أحبها أكثر من الجميع وانتظر نظرة فقط... أرفع صوتي.. أشب فوق رؤوسهم.. وأناديها...
يرفع الكثيرون أصواتهم تقليدًا... ينادوها
ترفع رأسها.. تضحك بميوعة.. تغمز بعينها.. تخرج لسانها...
أنا أحبها أكثر من الجميع فعلاً... لكنني أشعر بالذعر..
انسحب... اتخطى حواجز مصفوفة على هيئة بشر... أتجاوز صفين.. ثلاثة.. ثم تداهمني فكرة أن أخطف منها نظرة أخيرة... اكتشف أنني فقدت مكاني الأول... مكاني المميز الأول... أراها بصعوبة.. شعرها وجزء من وجهها.. أريد أن أكمل انسحابي... لكنني أخشى فقدان مكاني الثاني....
أشب على أصابعي... اتصبب عرقًا....
هناء كامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق