الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

النص الأول



لم أكنْ أتصوّر أن أنتقل -بهذا اليُسر- من ضجيج المدينة -الذي كاد يدمّر أعصابي بإبقاعه السريع- إلى تراتيل رمال الصحراء حين تداعبها نسمات الهواء بمجرد انتقالي للواحة.
قضيت ليلتي الأولى مفترشة الحصير في باحة منزلها، استجابت لإصراري بالقيام برحلة استكشافيّة للجوار، على أن يصاحبني (علي) حفيدها الأصغر، كانت ملامحه تبدو وكأنها نحتت من الصخر، لم يتغير التعبير المرسوم عليها، حتى ظننت في لحظة ما أنّه صنم رُكبّت له عينان واسعتان تتحركان بآلية ما، لم أتعرف عليها بعد...
طلبتْ منه إرشادي لمكان البئر الجافة، تبعد عن الواحة بمسيرة أربعين دقيقة، بمنتصف الطريق أستمهله لنزع حذائي -والجوارب كذلك- في محاولة للسير بأقدام عارية.
قليلة هي التجارب التي تمس روحنا، فتنحت انطباعًا يظل للأبد... خشونة الرمال التي لم تتخلص بعد من الحرارة، قدماي اللتان اعتادتا ملمس الجوارب المغلفة بالأحذية الرياضية... أسير بتمهّل متعمَّد، أفقد الشعور بكل ما حولي، أم أنّ كل شيء تلاشى في صمتٍ احترامًا للقائي بمَنْ فقدت الاتصال بها لزمن طويل.
رضوى داوود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق