الاثنين، 20 ديسمبر 2010

الارتجالة الثالثة: في فلسفة الدوران


 في فلسفة الدوران
أو
دورة أخيرة قبل السقوط
 
كما كل شيء في الكون.. أدور، وبعد دورة كاملة عدتُ إليه.. أبي وقاتل أمي.. أعلم أنه يكرهني.. كرهه لها ورثتُه كله!
أبي.. أشعر بذلك بقوة، ابنه.. يشك في ذلك بقوة..
بعد أن شهد خيانتها قتلها.. قتلَ.. قتلتُ..
من يومها وهو يدور ويدور، ولم أكن أفهم.. وها أنا أعود إليه وعندي رغبة قوية في الدوران.. أدخل بيته خلسة ، وبحماس أبحث عن ردائه الملون..
أرتديه.. وأدور
أرى وجه حبيبتي الشيطانة التي دفعتني للقتل، ووجه زوجها الذي..
أدور أسرعَ حتى تختفي صورتها.. أدور..
أرى وجه أمي فأسرعُ حتى يختفي..
بقوة الطرد المركزية أتخلص من كل الوجوه.. أتخلص من جراحاتي.. عذاباتي.. وأخِفُّ كأنني نسمة هواء بعد أن كنتُ إعصارًا..
أخفُّ أكثر وأكثر.. أشعر أن روحي تبتعد عن جسدي.. أدور محاولاً التخلص من رعب الفكرة..
لكن روحي الحيرى تأبى أن تعود ، وتهيم في الفضاء حولي..
أوسِّعُ دائرة حركتي كي ألتقطها.. بلا جدوى.


طارق رمضان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق