الجمعة، 1 يوليو 2011

الارتجالة العاشرة يوليو 2010: الحساب



-        الدكتور علي يا اسطى
أحب لقبي إلا حين يقترن بألقاب هؤلاء المنتفخين.. أشعر به غليظا وفجا بجوار ألقابهم المنمنمة الناعمة.. التي لا يفوقها نعومة سوى أكفهم.. أنهض بعافية تميزني عن حركتهم المترهلة، لألتقط بعض (رومان بلي) من الجاز.. أدعك  أحدها بظفري مزلا أثار الصدا بسهولة وأنظر إلى الصبي الذي يغمز له بعينه اليمنى مستحثا إياه على استحسان العمل الذي قام به، فأشيح بيدي في ضجر.
ألتقط بطرف نظري الدكتور علي فأمعن في تجاهله لبضع ثوان أخرى لأرسم ابتسامة بوسع الكف على وجهي بعدها وأتقدم منه مهللا ومرحبا فيبتسم الدكتور ابتسامة شبحية باهتة ويرد على ترحاب بهمهمات أعلم تماما أنها لا تعني أي شيء.
أدير محرك السيارة لينطلق في نعومة القشطة.. نعومة لا تلتقطها أذنه الجلفاء فلا يرتسم على وجهه أي تعبير رضا حقيقي ليتمتم: تسلم إيدك يا سطى.. حسابك كام؟
-        خلي ياباشا.. علينا المرادي
تتململ قدميه على الأرض ناظرا إلى ساعة يده..
-        ياسيدي الله يكرمك.. واجبك وصل.
-        تلتمية وخمسين جنيه بس..
يرسم فزع يوم الهول على وجهه ويردد بعض عبارات السخط والتساؤل ويسب حال البلد مادا يده في جيبه مخرجا بعض النقود: هما مية وخمسين اللي معايا.. هتاخدهم ولا أسيبهالك قتيل قدام الورشة؟
أسحب مفتاح السيرة واتركه دون أي رد متجها إلى داخل الورشة لأنهي ما كنت قد بدأته.
لحظات وتصلني النقود كاملة في يد الصبي فأدفع له بمفتاح السيارة
***
ينطلق صوت الممرضة "المسرسع" فانتفض عن الكرسي ساحبا "المرة" في يدي لأتجه إلى غرفة "الدكتور" أعدل ملابسي في سرعة.. لا وقت وبضع كلمات لم أفهم منها شيئًا وروشتة صغيرة بتحليل دفعت فيهم مائتين وخمسين جنيها.
أخرج من العيادة لأصب كل سخطي على "المرة" في الطريق.
 وليد خطاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق