الأربعاء، 6 يوليو 2011

الارتجالة الحادية عشر: الممسوس


اخلعوهْ!
قيدوهْ!
ثم في غرفةٍ ذرعها خطوتانِ اسلكوهْ
وأضيئوه بالكهرباءِ
عساكم من الرجس أن تنقذوهْ!
مسه الجنُّ
صار يحنُّ
يبادرني بالورود إذا ما أفقتُ
يقبلني، مرتين، قبيل الخروجِ
ويحضنني حين يرجع في ولهٍ
يشتري لي النفيس إذا ما طلبتُ
يغيِّر للطفلِ
يحمله حين يبكي
يساعدني حين أطهو
(ويثني على نفسي في الطعامِ!)
يقول لمن حولنا إنني جنةٌ
- سأجنُّ!!-
وإني له أمه وأبوهُ
أبادره بالسباب فيخفض لي رأسهُ
في خشوعٍ
ويهمس في ندمٍ: عندكِ الحقُّ، إني أسأتُ
ويأخذني في المساءِ
إلى مطعمٍ فاخرٍ للعشاءِ
أطالبه بالنقودِ
فينزعها من جيوب الأحبة والأصدقاءِ
ويرهن ساعتهُ
ويبيع قلادتهُ
ويصوم عن الأكل حتى يكادَ يتوهُ
يذاكر أفلامنا العاطفيةَ في القنواتِ
يسجِّل ماذا يقول الحبيبُ لحورية السينما
(التي لستُ أشبهها من قريبٍ
ولا من بعيدٍ)
ويأتي إليَّ يدللني مثلها
ويغازلني مثلها
فأكاد من الطرقات برأسي أطنُّ
ارحموني
خذوهُ
وهاتوا بديلاً له رجلاً
مثل باقي الرجالِ
سليمًا
لئيمًا
ولم تملك الجنُّ أن يمسخوهْ


نزار شهاب الدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق