"حبيبي".. هكذا كانت تقول لي..
لم أبرح أنتزع يديك عن عنقي في المرة الفائتة، حتى باغتّني بهذه المرة.. أخرى.
كم، أنصهر فيك وأنت تهوى على رأسي بمطرقة شيطانك غير الأثيم
...
سيدي، قالها موجها كلامه إلى القاضي.. ينظر إلى الأرض.. وقد غطت الحمرة خديه، وجلا واغرورقت عيناه بالدمع، "وانزحت بركني عنها.. إلى أقصى السرير وصرنا نهتز في نوبة بكاء."
...
"هكذا، حدثتني وكأنها تخاطب شيطاني الذي أصير إياه".. ضجت قاعة المحكمة.. واستمر مغمضًا وكأن الجمهور قد تلاشى ووضعت طرقات القاضي نقطة.. ليستأنف: "اتعثر دوما في السجادة.. قبل أن تأتيني نبوءة المرح هذه وكأني.. وكأني.. أتنازعها، وأتنازعني.. و..
طرق القاضي المنضدة مدويًا ليضج به، فلم يأخذ اعترافًا مرتب الألفاظ بعد، وسأل:
- كان الكلام دا الساعة كام؟
رفع رأسه، في مواجهة القاضي وحاجبه قد اتخذ وضعية المندهش، وصار كأنه يسترسل.. لا يجيب على السؤال
"شهقت في أذني.. ثانية (آخش آحادم ذاتا)، وصارت بأظافرها.. تخمش شعري، تسترق صوت شيطاني الذي كان وتردد (آمن أخادم ذاتا)
"حقا لا أعلم سيدي.. في هذا الكون إلا أنت"
وصوب بصره إلى سائله وكأنه أفاق.. أعاد القاضي سؤاله مرة أخرى.. وقد نفد صبره الأخير.. وأردف قائلاً:
- حاسب، لو استمر كلامك بالإسلوب دا، ح أحولك على مستشفى الأمراض العقلية.
تمدد أكثر على مقعد أمامه، وكأنه هو السائل لا المسئول.. وأرسل بصره مرة أخرى
"حينها، صار طلاء أظافرها البني، معزوفة بصرية إلى جانب جلدي الملتهب.. إنها تهذي بما لا أعرف.. هذيان لذيذ.. لذيذ إلى درجة أنه ليس من العالم.. كم كنت أحبها في تجليها هذا، وما زلت.. (يشيح القاضي بوجهه، معلنًا قنوطه)
لم أسمع صوتا بمثل هذا الحنان من قبل.. أردت أن أبادل هذه الأنوثة الحانية بلمسات الدم، بذكورة شيطانية.. تتقابل مع شيطانها أو لنقل تتوازى في الداخل في مراياها"
هوى القاضي على المنضدة بمطرقته، مقاطعا وهتف حاجبه: محكمة!!
أحمد علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق