لم أعرف أني واقعة في غرامها حقًا سوى في اللحظة
التي جاءتني فيها فرحة بتحديدهما موعدًا للزفاف. كنت أرى أن علاقتها به، والتي
دامت لمدة عامين، جزء لا يتجزأ من علاقتي بها؛ وجوده، حكايتها عنه، حتى في المرات
التي كانت تبكي فيها منه، أضمها إلى صدري بقوة مغرقةً وجهها ورأسها بالقبلات، كنت
دومًا حريصة على أن أعيدها إليه في كل مرة.
في اللحظة التي أدركت أن جسدها الغض الخمري سيصبح
ملكًا خالصًا لسواي يحظى بالحضن الدافئ والشفاه الطرية، ارتجف قلبي، خطر لي أنها
ربما ستعاف نفسها ضمة ذراعي وتكتفي به ... وتتركني.
تنبهت إليها وقد اكتسى وجهها باستفهام عن شرودي غير
المبرر
هنا لم أجد سوى الدموع ردًا زاد من حيرتها... تداعى
جسدي فتلقفتني بين ذراعيها... تدفقت رائحتها إلى روحي فاشتعل جسدي.
..........
لا أملك الابتعاد عنها ولا أقوى على الاستمرار في
لعب دور الصديقة، كوني الطرف الأضعف في العلاقة لا يمنحني سوى ما تجود به عليّ،
كلما أحست بحاجتها لبعض حنان، لا يملك رجلها أن يمنحها إياه في جرعاتٍ منتظمة،
تأتيني... فأغدق عليها.
امتنعت عن زيارتها منذ انتقالها للعيش معه، رؤيتهما
معًا أصابتني بنوبات صداع تزداد بمرور الوقت، قبلت بزياراتها المتباعدة. أغلقت
جميع الأبواب في وجه المتوددين، لم يكن اخلاصي عن ضعفٍ إنما عن امتنان لوجودها الذي
عرفني إلى ذاتي، قد يكون أربك حياتها لكنه وحد حياتي لتدور في فلكها.
هدى فايق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق