الثلاثاء، 6 مارس 2012

الارتجالة السادسة عشر يونيو 2011: النص الثالث


الظلال، تؤلمه وتعذبه.. كان ذلك عندما كان صغيرًا، لا يستوعب كثيرًا ذلك الكائن الهلامي الأسود اللون الذي يقلده في كل ما يفعل، يسير فيسير معه، ومع ذلك لا يسمح له بإدراكه أبدًا، يلتفت خلفه ليمسكه فيهرب منه إلى الناحية الأخرى، يقفز فوقه ليطأه بقدمه فيبتعد عنه بمسافة خطوة، بعد أن يمّل ويتعب، يجلس وقد أدركه الوهن والضيق ينظر إليه بغيظ، ينتظر أن يفارقه فلا يفعل، حتى يضطره أن يستسلم له فيمضي بيأسٍ تاركًا إياه يجرجر نفسه وراءه...
"في الحياة الكثير من المسلمات التي يجب أن تقبل بها"
ظل طيلة حياته يحاول أن يستوعب ذلك، أصبح يكره صورته المنعكسة في عيون الأخرين، شخصًا متمردًا لا يقبل الخضوع لقواعد أو قوانين.
"ما من علاقة في الحياة يمكن أن تستمر بعشوائية" هذا ما أخبروه به ولكنه يرفض أن ينصاع لأحد. شئ ما بداخله يرفض أن يقتنع برأي أجمع عليه الأخرون.
كان يريد أن يصبغ على الأشياء لونًا وحياةً وحركة. فليست كل الأشياء سوداء وحزينة، ولا ينبغي لها أن تُسلم قيادها لغيرها.
"في الحياة الكثير من المسلمات التي يجب أن تقبل بها وإلا ستفزع"
عندما هجره الجميع أصبح وحيدًا، جلس يتذكر ما أخطأ فيه.. ربما وجد سبيلاً للعودة>
لفت انتباهه حركة من وراءه، كان ظلاً أسودًا كبيرًا، ظل يقترب منه في سرعةٍ مخيفة، أصابه الفزع.. قام يبتعد، ولكنه أصر على أن يتبعه، يهرب منه فيدور حول نفسه مناورًا ثم يعود ليتقدم في اتجاهه، صرخ وجرى بعيدًا ولكن الظل كان يكبر وينتشر، لم يعد هناك مكان يذهب إليه، أصبح محاصرًا وشعر بأنفاسه تضيق
"في الحياة الكثير من المسلمات التي يجب أن تقبل بها وإلا ستفزع وقد يؤدي ذلك إلى الموت"
دينا خطاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق