الخميس، 12 يوليو 2012

الارتجالة الثالثة والعشرون: النص الأخير


توطئة:
قد نُرهق الأشياء بالآمال!
***
لم تكن تؤمن بالصدفة؛ إلا أن ما حدث إليها يومها قضَّ أعمدة يقينها وسيّد الشك في كل ما تُؤمن به!
***
حقيقة الأشياء تبدو لنا في باطنها، وأحيانًا تتجلى في الظاهر، حين ننظر لها بعين الأطفال! هكذا رأى الأطفال الإمبراطور عاريًا وهكذا رأيتها يومها عاريةً من كل زيف؛ روحٌ حلَّت بداخلي جعلتني أراها بلا جسد، أهكذا ينظر من يحب أول نظرة! تركتها ورحلت!
***
كانت تعلم أن الرجال لا يصدقون العهد؛ لذلك كانت تخونهم!
***
ذهبتُ إلى حيث التقيتُها أول مرة؛ لا أعرف ما الذي يدفعني إلى هنا؛ لكني أود أن أراها. ها هي تتجلى كشمس الحقيقة؛ تُرى هل تُلاحظ وجودي!
المكان متسع قليلاً والزحام شديد؛ لكني لا أرى سواها، فهل لا ترى سوَّاي!
***
آمن أن المرأة التي سيحبها يجب أن تمنحه الحنان! يكره أيقونات الكتاب عن المرأة التي تجمع بين الزوجة والأم والحبيبة، والطفلة، لكنه لا يستطيع أن يمنع نفسه من أن يتمنى أن تكون حبيبته (حنونة)!
***
خرجتُ يومها من عنده مُغضبة؛ كان مستفِزًا إلى أبعد الحدود؛ الرجال لا يدركون كيف تريد المرأة أن تكون هي دون أن تكون تابعة؛ نعم أحبك لكني أحب نفسي كذلك! ولا يمكنني أن أظل أسيرة تلك الصورة الذهنية الحمقاء؛ عن المرأة التي تُضحي بأحلامها مقابل سعادة زوجها وابنائها. نعم أحبك؛ لكني لن أكون أنا إذا تنازلت عني!
***
يقول، الحقُ امرأة!
***
عادت حيث تركته؛ أحيانًا تندم المرأة سرًا؛ لكنها لا تعود!
اقترب منها، ذلك الشاب الغريب؛ ابتسم ثم حيَّاها، وجلس! هكذا كأنه يعرفها من قبل! سألها:
"حنونة اسمك حنونة؟!"
أبدت اندهاشًا من اقتحامه ومن معرفته لاسمها؛ لكن أي وغد قد يدري اسم من يود أن يُضايق!
لم تُجبه ولم تمنعه
تابع: حنونة ولا حنينة؟!
ردت بصوتٍ باهت؛ وقد بدى الأمر يحلو لها: حنونة
قال: اسمي السوهاجي!
ردت باستغراب: السوهاجي
ـ نعم.
أحمد جلال الصباغ
 عن قصة
 " برتقان بـدمـه"
" حنونة؟!.. اسمك حنونة؟!"
ربما بدأت دهشته من اسمها.. لكنها تتذكر مرة أنه أخبرها أن اسمها جميل.
=حنونة؟!
- آه.
= حنونة؟! ولا حنينة؟!
طالما تمنت أن يداعبها هكذا .. لكن مشاعره أكثر جفافًا من ملامحه الصارمة.. التي ربما استمدته من اسمه
=السوهاجي؟!.. اسمك السوهاجي؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق