تنام (وداد) على صدر ( نوح) باكيةً، بينما يئِّن ضمير (نوح) لومًا لأن
شهابًا من السرور عبر قلبه لعودة رأس (وداد) إلى مهبط صدره بعد طول غياب.
تنظر
إلى السقف وتسأل (نوح): أتعتقد أن صغيرنا أصبح عصفورًا في الجنة الآن؟!
يجاهد
شهوة البكاء وهو يجيب: إن شاء الله.
ــ
أتراه سينتظرنا هناك؟!!
بأملٍ: يا رب. ثم يرددها وهو يضغط على كل حرفٍ فيها.
في
الخارج يتجمع الجيران ويصعدون بسرعة للدور السابع.
يدفع
أحدهم باب الشقة بقدمه فتسقط بقاياه، لكن النيران تداهمهم فيتراجعون.
كل
البطاطين التي جمعوها لم تشجعهم لاقتحام النيران.
بعد ساعات تأتي سيارة الإطفاء
لكنها تفشل في دخول الشارع الضيق، كل الخراطيم الممتدة تصل بالكاد لبلكونة الشقة
في الدور السادس.
بعد ساعاتٍ أخرى هدأت النيران
بعد أن أتت على كل محتويات الشقة القابلة للاحتراق. دخل بعض الجيران وبعض عناصر
الإطفاء الشقة والدخان يكاد يخنقهم.
يجدون جثتي نوح ووداد وقد تفحمتا
تمامًا.
يسمعون صراخ طفل فيتتبعون مصدر
الصوت ليجدوا الصغير ممدًا على أحبال الغسيل يبكي في هيستريا.
طارق رمضان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق