في العمق دوائر مغلقة حيث نرغب أن تُنْسَى. ولأنَّا
بشرٌ، نُبقي انتصاراتنا الوهمية بين أحضان موج الشاطئ تُداعبنا ونُداعبها، نهتم
بها، نُغذِّيها لنبرأ من وجعٍ في الأعماق.
كنا صغارًا نغرس أقدامنا الصغيرة في الرمل، ونسرع
لنَعُدَّ آثار أقدامنا قبل أن يمحوها الموج، ونمرح حين نعود الكرة من جديد.
كَبُرْنَا.. كبرنا وعُدْنا إلى حيث كُنَّا نغرس أقدامنا
في الرمال ونثبت حتى لا نحدث أثرًا آخر لعل ذلك الموج الخفيف يزيل آثار السنين
التي تراكمت وأحدثت تلك الشقوق الصغيرة لدينا.
نبصر أطفالنا يحدثون آثارهم ويعدون خطاهم ليمحوها الموج،
ثم يعاودون الأمر مرارًا وتكرارًا فنصمت. نعم نصمت.
يومًا سيلقون دوائرهم المقلقة في الأعماق ويفضلون أن
يلقوا بانتصاراتهم الوهمية التي ورثوها عنَّا بين أحضان نفس الموج ثم يصمتون عن
صغارهم كما فعلنا.
عهود كاشف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق