اليوم الأول:
في البدء، كنتُ وحدي..
***
اليوم الثاني:
الماء يتدفق عبر القناة التي حفرتها بين الرمال ويروي
البذور الصغيرة التي غرستها.
***
اليوم الثالث:
العود الطري على الأرض.. والعود الجاف في يمناي..
احتكاكٌ عنيف..
امتزاجٌ هادئ..
شرارةٌ أولى
***
الميلاد.. المعجزة
الكائن يتمطى، وينطلق من العدم..
إنها المعجزة.. أنا هنا
أنا استطيع.. أنا قادر.. لكن ما من أحد معي ليسمع ويرى..
***
اليوم الرابع:
إنه يكبر، ويتألق.. يتعرف عليَّ، ويضحك في وجهي..
إنه جائع.. أُطعِمه فيكبر، ويظل يكبر..
***
اليوم الخامس:
إنه يصغر.. ويصفّر
ويهدد بالإنطفاء..
***
اليوم السادس:
إنه لا يشبع، أطعمته خشب الأشجار المحيطة، فامتد ليتذوق
ثمارها.
أطعمته كل ما صنعته من قبل، ولم يتراجع ولم يبدُ عليه
اقتناع.
رميته بماء البحر، لكنه كان قد صار أكبر منها..
أنا أعرف ما يريد.. وهو أيضًا يريد أن يعرف.
***
اليوم السابع:
أقف أمامه وجهًا لوجه، بلا حجاب. يبدو متلهفًا
وجائعًا... أقف بلا حراك اتطلع إليه بلا انفعالٍ ظاهر.
داخلي يموج بلهفةٍ تُشبه لهفته، وخوفٍ لم أعهده.أقترب..
يمد إليَّ لسان اللهب... يحتويني.
***
اليوم الثامن:
لم أعُد وحدي..
هناء كامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق