الثلاثاء، 17 يناير 2017

الارتجالة الخمسون: كأس من الثلج والماء

يقول الثلج: اعتزلت العالم.. توقفت عن إطفاء الحرائق ومخالطة الذائبين.. لا أحمل المراكب ولا أسري في الأجساد. وكل شيء قد تجمد بداخلي سوى الوحدة وخشية الصيف
يقول الماء: اعتزلت الثلج.. سَكِر بي الناس وأسكروني.. ألقوا بأنفسهم فيّ وألقوا بي.. تكسرْتُ بين أصابعهم وتكسروا في حرارتي.. أحبوا وطَعِموا وغرقوا وضلوا الطريق. لم أعد أخشى سوى الشمس والتقاط الصور.. في الصور أتجمد من جديد في إطار.. أصير ثلجا حارا.. لا يذوب أبدا ولا يكف عن التطلع إلى وحدته..
يقول الثلج: الحب هو ما يجعل سطحي يشف عن ماء جارٍ أخفيه عن الجميع
يقول الماء: الحب هو ما يجعلني أحمل مدينة من الحديد على كتفي.. كتفي التي تعجز عن حمل هلب قاسٍ
يقول الثلج: يراني البشر مثل ظلام باطني عميق.. موت مؤقت.. سلبٌ لِماء القلب.. وأراهم ثلجا
يقول الماء: يراني البشر مثل عيون حبيباتهم.. حين تغمض تنتهي الحياة.. وأراهم سحبا
يقول الثلج: لا يقتلني الوقت.. يقتلني الماء
يقول الماء: لا يقتلني الوقت.. لا يقتلني شيء
مصطفى السيد سمير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق