السبت، 22 يناير 2011

الارتجالة الخامسة يناير 2010: النص الثامن

لم يكن ذلك من تأثير المخدر فقط، كانت مخاوفها التي طالما تجسدت لها كوابيس ليلية ترج جسدها فيتمايل وكأنها فقدت السيطرة عليه.
تحاول استيعاب ما حدث، فتخرجه في جملة ذات تركيب بسيط ، لكنها تفشل، تسقط على الأرض فتنتبه أختها من نومها وتسرع إليها لتساعدها على العودة إلى سريرها، تتمنى لو تملك ألا تستلقي.. تلك الراحة التي تمثلت كابوسا كبيرا يرعى مداخل نومها لكن تتهاوى في النهاية، لن يكون الكابوس أسوأ.. تتناثر نوما وسط هدهدة دمعة مشتبكة بجفنها: "الأسوأ لم يحدث بعد.. الأسوأ لم يحدث بعد.. الأسوأ لم ..."
.
.
يبدو كما كان في مشهد النهاية، مستلقيا على سريره، مغمض العينين تذكرني كل تفصيلة لتلك الدقائق الخمس قبل رحيله.. ملامحه مسالمة.. كف مرفوعة الإصبع كتسبيح أزلي، قدمه اليمنى متكئة على اليسرى لتناقض فعل الرحيل القادم قريبا.. لكن.. لم يكن المشهد كذلك هناك خطأ ما.. تذكر حشرجته قبيل الرحيل لكن لم يبدو وقتها بذاك التكسر في وجهه.. كانت حشرجة ،........،  يفزعها صراخ ملامحه.. تكره ارتفاع صوت الحشرجة.. تصرخ.. لتكون التغيير الثاني..
.
.
تفيق.. تذكر.. تتعوذ كالعادة.. تتذكر طيبة حشرجته في الواقع.. تهدأ.. تذكر ما غاب وتبكي.. وتعود لنوم مؤلم.. وتعود الجملة: "الأسوأ لم يحدث بعد".
.
.
ثانية.. نفس المشهد.. تأنس بحضوره.. تذكر: هذا حلم.. تعرف أن.. لكن.. عين مفتوحة.. ترقبها.. يصرخ ألما.. تنتفض لفعل العجز..
فتصحو..
.
.
يتكرر.. ذات الحلم.. ذات الواقع..
مع نتف تتحور.. وذات الجملة: "الأسوأ لم يأت بعد".
كجملة كهف الكنز.. كهف كوابيسها..
...
يوم...
عشرة..
.....
الأسوأ قد جاء.. في الحلم..
......
الأسوأ لم يأت بعد..
هدى فايق
دينا الحصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق