الاثنين، 24 يناير 2011

الارتجالة الخامسة يناير 2010: النص الأخير

وبعد أن تخلص من بقية الأعلام – فاقدة الأجنحة – توجه إلى الميناء، الميناء المهجور كنبي لم يؤمن به أحد. في الظلمة وقف بينما أصوات المشجعين تتهافت إليه كلما وصلت الكرة إلى الحارس السكير ذي الندبتين تحت العينين، تماما كتهافت ركاب المركب الذي سينقلهم إلى الخصم.
تهاوى على المركب المتآكل بفعل ملح البحر، دونما حركة تذكر وكأنما حركة الاستاد الذي كان يغص بالألوان قد سلبت منه قدرته، كان البحر ساكنا جدا تمر فوقه نسمة خفيفة أثارت داخله رعشة ذكرته بسناء، فابتسم لصورتها تمشي وسط الحارة بالجينز الضيق و(البادي) قبل أن ترتدي (الجاكت) عند باب عمارتهم خوفا من غضب والدها الصعيدي.
لكن ما لبثت سناء والابتسامة أن فارقتا وجهه الشاحب باللحية نصف المشذبة لتتركه عند الانكسار الذي فرد أشرعته في نواحي نفسه.
الهدف الأول جاء على حين غرة عندما كان اللاعبون ملتفين حول المدرب الذي يوصيهم بالصلاة والزكاة وإيتاء ذي القربى.. فصلى الجمهور على الرسول الكريم.
أما الهدف الثاني فاحتسبه الحكم عن غير قصد عندما نفث بغيظ في الصفارة التي تتوسط شفتيه عند مرور الكرة من بين ساقي الحارس نصف النائم.
أخذ نفسا عميقا وحاول إشعال سيجارة، إلا أن الولاعة لم تخرج سوى شرر أصفر بارد..
وزكمت أنفه رائحة الغاز المتسربة فألقى بها على طول ذراعه فسقطت في البحر دون أن تحدث أي اهتزاز يكسر استكانة الماء.. تحرك مجرجرًا قدميه .. وظهره محني من أثر القنوط.
محمد سيد
هدى فايق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق