‏إظهار الرسائل ذات التسميات محمد سيد عبد الرحيم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات محمد سيد عبد الرحيم. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 21 مارس 2012

الارتجالة التاسعة عشر، ارتجالة نجيب محفوظ: الأحلام


رأيت نجيب محفوظ. كان يجلس على رصيف الكعكة الحجرية مرتديًا بدلة وممسكًا بكوب بلاستيكي، يرشف منه كل بضعة ثوان. عيناه واسعتان مملؤتان بالفرحة والشجن وهو يشاهد مظاهرة التحرير. وجهت أصبع السبابة نحوه مُنبهًا لوجوده. أحاطوا به، رفعوه على الأعناق. وعندما لم يهتف معهم، طرحوه على تهوية أنفاق المترو. فطارت قبعته الغربية، أخذ يجري وراءها حتى خرجت من حدود الميدان، حتى خرج من الميدان، حتى هوت بالنيل، حتى هوى بالنيل فجرفه التيار معه. جرفه إلى المدافن حيث مظاهرة أكبر من مظاهرة التحرير. طرح نفسه وسط الجماهير. تغيرت ملابسه، فكان يرتدي بنطلون جينز وتي شيرت الأهلي بدلاً من البدلة! بدأ في الهتاف مع الناس وهو يحاول الوصول إلى مركز المظاهرة، إلى المركز الذي تتحلق حوله الناس، إلى ضريح سعد.

محمد سيد عبد الرحيم

الثلاثاء، 20 مارس 2012

الارتجالة الثامنة عشر أكتوبر 2011: النص الأخير


رحم علا

ليل خارجي



صورة جرافيك للرحم بداخله قطعة لحم حمراء تكبر وتتشكل



صوت ضربات قلب
صوت بقبقة
تتحرك قطعة اللحم لتظهر من ورائها قطعة لحم أخرى








صوت بقبقة طويل
تتحرك قطعتا اللحم اللتان بدأتا تُشكلا جنينين



تتسارع دقات القلب
يدوران حول بعضهما البعض فتتشابك الأحبال السُرية فيقف السائل في كلا الحبلين السُريين



توقف صوت ضربات القلب


قـــــطـــــــــــع

صالون منزل علا

ليل داخلي
تتحسس علا بطنها يظهر الألم على وجهها
وترمي علا بنفسها على الأرض متهالكة




صوت آنات علا

صوت صراخ علا

شاشة الكمبيوتر يكتب شريف "أو يمكن لحظة مزدوجة، لحظة حب ولحظة ملل في نفس الوقت"



صوت شريف:
أو يمكن لحظة مزدوجة، لحظة حب ولحظة ملل في نفس الوقت
تظهر صورة شريف على شاشة الكمبيوتر
تكبر صورته أكثر فأكثر وتتجسد حتى يصبح بحجمه الطبيعي





يقترب من جسد علا المتألم والمتشنج





يركع ثم يضع يده على بطنها. فتسكن حركتها








قـــــطـــــــع

رحم علا



ليل داخلي
الجنينان يتحركان مرة أخرى
..زوم على الحبلان السُريان



صوت ضربات قلب متسارعة
صوت بقبقة





يبدأ السائل يتحرك في أحدهما مرة أخرى بينما ما زال متوقفًا في الأخر



صوت ضربات قلب طبيعي


اظـــــلام




استمرار لصوت ضربات القلب لثوانٍ


محمد سيد عبد الرحيم

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

الارتجالة الحادية عشر: وثالثهما


سيدي القاضي: في غرفة نومنا فراشان، أولهما: فراش عريض متعدد الألحفة كثقل طبقات السماء على الأرض، وثانيهما: فراش أقل عرضًا بلا مرتبة.. كصدري.

محمد سيد عبد الرحيم

الأحد، 13 فبراير 2011

الارتجالة السادسة مارس 2010: النص السابع


      أصرَّت أن يشتري نصف متر من القماش في بكارة الصباح، وأن يُدفن بجوار جدتها بالصعيــد.. وقد فعـل، رغم أن الجنين لم يكن قد شارف على السابعة بعد، ورغم أنها ترقد هناك في تلك المستشفى الاستثماري الجليدية!
      بعدها بخمس سنوات وجدتُها تعبر ميدان الوليد (رمسيس سابقًا)، تجرر خلفها طفلة وتسند بباطن كفها طفلاً لم تكن تدري بعد أذكرٌ هو أم أنثــى؟!
      وبعدها، عندما غيَّروا النشيد القومي إلى النشيد الوطني، وأيضًا عندما غيَّروا العَلَم الملـون إلى العَلَم أحادي اللون، عرفتُ حينها أنها قد شرَّقت ثم شمَّلت ثم غرَّبت ثم شرَّقت. عرفتُ كل ذلك في يوم واحد وفي ساعة واحدة وبجملة واحدة، وكأن هذا العــالم الذي عشتُ به ولم أعش هو كعيـن شمــس، أو ربما كجزيرة محمد.
      بعدها سمعت عن ابنها الذي رأيته مكـوَّرًا مرة.. سمعتُ أنه يريد أن يعود إلى أراضي اللون الواحـد، لكن البلاد ماطلت ثم رضخت له في النهاية، فكان إنشاء جمعية لحقوق الحيوان والبيئة، وعندما أراد أن يبدأ من حيث نشأت أمه.
      عشق الجنوب فأخذ يذهب إلى جنوب الجنوب حتى خرج من البلاد مع قافلة عابرة، وعندما باعوه إلى الرجل الضئيل ذي الأسنان البيضاء، أعجبته بشرته التي نال منها مناخ الغرب، فطبخه مع بعض البهارات الهندية، وتناوله حتى شعر أن كفَّ يده أصبح أكثر أنثويــة وأكثر بياضًــا.

 محمد سيد عن هدى فايق

الاثنين، 24 يناير 2011

الارتجالة الخامسة يناير 2010: النص الأخير

وبعد أن تخلص من بقية الأعلام – فاقدة الأجنحة – توجه إلى الميناء، الميناء المهجور كنبي لم يؤمن به أحد. في الظلمة وقف بينما أصوات المشجعين تتهافت إليه كلما وصلت الكرة إلى الحارس السكير ذي الندبتين تحت العينين، تماما كتهافت ركاب المركب الذي سينقلهم إلى الخصم.
تهاوى على المركب المتآكل بفعل ملح البحر، دونما حركة تذكر وكأنما حركة الاستاد الذي كان يغص بالألوان قد سلبت منه قدرته، كان البحر ساكنا جدا تمر فوقه نسمة خفيفة أثارت داخله رعشة ذكرته بسناء، فابتسم لصورتها تمشي وسط الحارة بالجينز الضيق و(البادي) قبل أن ترتدي (الجاكت) عند باب عمارتهم خوفا من غضب والدها الصعيدي.
لكن ما لبثت سناء والابتسامة أن فارقتا وجهه الشاحب باللحية نصف المشذبة لتتركه عند الانكسار الذي فرد أشرعته في نواحي نفسه.
الهدف الأول جاء على حين غرة عندما كان اللاعبون ملتفين حول المدرب الذي يوصيهم بالصلاة والزكاة وإيتاء ذي القربى.. فصلى الجمهور على الرسول الكريم.
أما الهدف الثاني فاحتسبه الحكم عن غير قصد عندما نفث بغيظ في الصفارة التي تتوسط شفتيه عند مرور الكرة من بين ساقي الحارس نصف النائم.
أخذ نفسا عميقا وحاول إشعال سيجارة، إلا أن الولاعة لم تخرج سوى شرر أصفر بارد..
وزكمت أنفه رائحة الغاز المتسربة فألقى بها على طول ذراعه فسقطت في البحر دون أن تحدث أي اهتزاز يكسر استكانة الماء.. تحرك مجرجرًا قدميه .. وظهره محني من أثر القنوط.
محمد سيد
هدى فايق

الجمعة، 21 يناير 2011

الارتجالة الخامسة يناير 2010: النص السابع

يتحمل ضربات القدر يستوعب تقسيم النصيب ولكنه لا يتقبل الغدر ولا يعترف بالخيانة ، لذا، في هذا الصباح الكئيب، قرر أن الوقت حان ليعود وينتقم، بالرغم من أن الانتقام ... لن يخل بالنواميس فالماضي .. ماضٍ، والحاضر حاضر.. والمستقبل مستقبل، والسيف الأسود قادر على قطع الرقبة المرمرية، بعد غيابه لمدة أربعين يومًا، استنشق تفاح الصباح وهبط.. هبط سبعة أدوار، تخطى الممر الضيق ذا الأسوار العالية والشائكة ودخل إلى الحديقة المقابلة.
تلفت بعيناه الخضراوين ولكن الصوت الأجش الكهل طرق ظهره بخفة قاسية فتلاطمته الزهور حتى قرب منتصف الحديقة وتساءل: لماذا لم يقص حياته مثلما يقص أشجار الممر؟ أخرج المطواة ذات المقبض المنقوش عليه حرفان لاتينيان بينهما نقطة. أمسكها بيده اليسرى المرتعشة، طعن كف يده وعيناه معلقتان على شارب العجوز ذي الجناحين وهو يقول: اليد التي تخون يقتص منها.
كريم فراج
محمد سيد