الاثنين، 15 أغسطس 2011

الارتجالة الثانية عشر أكتوبر 2010: أنا مش أحمد علي


"أنا مش أحمد علي"..
يصرخ بها وهم يحملونه حملاً تجاه البئرين خلف الجبل..
"يا اخوانّا أنا مش أحمد علي".. يقولها متضرعًا لكنها تذوب في غنائهم الأشبه بالعويل:
يا أحمد علي يا أحمد علي لبسني خلخالي..
- خلخال إيه.. وانتي أساسًا رجلك تخينة!
يمرون من بين الجبلين وهم يقتادونه إلى مصيره أو مصيرهم المحتوم.
تولول إحدى النسوة: هاتلي دهين راسي..
فيتملص من حراسه ويميل عليها: وعايزاه اتنين في واحد ولا أي حاجة ضد القشرة؟!
ثم يلتفت إلى الجمع: أنا مش أحمد علي.. وعيب قوي اللي بتعملوه ده.. دي مش أخلاق ولاد الكلب!
يشهق الجميع وينظرون إليه في غضب؛ فيرفع يده معتذرًا: مش أخلاق ولاد القرية..
ثم يضع نفسه بين حراسه: اطلع بينا ع البير.
"بيع نخلنا كله"
- أبيع النخل؟! وبعدين بترجعوا تزعلوا.
-  يميل عليه العم: اتشجع يا احمد علي يا بني، اللي هتعمله ده البلد هتفضل فاكراه.
- طب يا عمي ماتقوم انت بالمهمة دي.. وانا هافتكرك.
- اتحشِّم يا ولد.
"خلف بنات"
-       اتفضل يا عمي.. بيقولك خلف بنات (موجهًا كلامه للجميع) ما هو الرجالة بتضيع اهه.
يصل الموكب إلى البئرين.. فيستوقفهم الجد ويضع يده على كتفه: أحمد علي..
- أنا مش زفت..
- أحمد علي يا بني.. المطر شح والترع نشفت.. وماتفضَّلش غير البيرين دول اللي واحد فيهم مسموم.. واخترناك إنت عشان تجرب تشرب منه.. ويبقى إنت شهيد القرية.
- وهتعملولي نفق باسمي؟!.. يا حج طب طلعتلك الرقم القومي عشان تتأكد إن أنا مش أحمد علي.
- يا أحمد علي يا بني إحنا برضه ف قلبنا رحمة.. هانسيبك إنت اللي تختار.
- لا يا شيخ؟!! ده أوبشن جامد جدًا.. أنا هشرب من البير اللي فيه خلاط سخن وبارد.
يشرب من أحد البئرين.. لحظات ويمسك رأسه متألمًا: أنا اتسميت.
يلكزه عمه: اللي بيتسمم بيمسك بطنه.
منتبها: آه معلش.. آه يا بطني أنا اتسميت.
يصيح الجد: أحمد علي بيخدعكم البير اللي شرب منه سليم.. اشربوا وارووا عطش الـ...
يندفع الجميع ولا يسمعونه.. يشربون كالهيم.. ثم يتساقطون واحدًا تلو الآخر..
يندفع العم ليتشبث به: ليه كده خدعتنا؟
- زي ما كنتوا عايزين تضحوا بيا.
- طب ما أنت يا غبي هتموت معانا.
يسقط بجواره وهو يقول: أنا معرفش أعيش من غيركم!!

كريم فراج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق