الأربعاء، 26 أغسطس 2015

الارتجالة الرابعة والأربعون: عدة ألوان لحقيقة واحدة

مع تصبب العرق كحشرات ذات خطوات حارقة على جسده.. يتزايد إحساسه بالملل فيطلب منهم إحضاره.. ليتسلى قليلاً.
يجلس أمامه في خوفٍ وفي ذهنه آلاف الاحتمالات المؤلمة.
يقول الشاعر بالملل:
- دعنا نلعب قليلاً.
تُسارع هذه الكلمات دقات قلبه ويصعب عليه التنفس.. لحظات من الصمت.. قبل أن يلقي (الشاعر بالملل) مكعب روبيك متعدد الألوان إلى ضحيته ومصدر تسليته ويأمره:
- حِل لغز المكعب.
يبدأ ضحيته في محاولة حل اللغز ببطء غير قادر على التركيز فيما تتراقص الألوان أمام عينيه.
- لم تسألني عن الوقت المتاح؟
يرفع رأسه له متسائلاً، قبل أن يلتقط (الشاعر بالملل) مسدسه ذو الساقية الدوارة:
- في هذا المسدس رصاصة واحدة.
يلف ساقية المسدس قبل أن يُكمل:
-ترى هل تستطيع اكمال المكعب قبل أن تصيبك الرصاصة؟!!
سبع فرص للنجاة من ثمان احتمالات..
يُصوِّب المسدس ناحية المرتجف.
"طك"
يشرع كالمجنون في محاولة الحل..
"طك"
تنزلق أصابعه من على المكعب..
"طك"
تذوب الألوان أمام عينيه..
"طك"
تتسارع ضربات قلبه لحد اختراق صدره..
"طك"
يعجز عقله عن التفكير ويستعصى على أي محاولة للاعتصار..
"طك"
يشعر أن المكعب يتصلب في يده..
"طك"
لا أمل..
"طك"
لا فائدة..
"طك"
إنها النهاية..
"طك"
تتزامن مع سقوطه أرضًا ويتدحرج المكعب..
ينظر له (الشاعر بالملل) بقرفٍ قبل أن يفتح مسدسه متأملاً الساقية الخالية.. ويشرع في التفكير بلعبةٍ أخرى.


كريم فرَّاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق