‏إظهار الرسائل ذات التسميات حسن أمين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حسن أمين. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 10 يوليو 2011

الارتجالة الحادية عشر: ليست كالليالي السابقات



- آخر ما يذكره : أنه أراح صدره تحت رأسها وناما..
صراخها يأتي من بعيد.. من سحيق..
يتحرّق لنجدتها، تصرخ ولا يتحرك... لماذا؟
 مهلاً..
إنها تصرخ.. منه.. لا تستصرخه.. تفزع.. منه لا إليه.

ينظر إلى ذراعيه اللتين اعتادتا على أصابعها... تتلمسه ودًا.. تتأبطه.. تلوذ به..
هي الأصابع نفسها التي تحاول تهشيم عظامه داخل لحمه، لتحرر عنقها.
عيناها.. هلعتان.. دامعتان.. بل -عجبا- كارهتان!!
كيف؟ كيف يفيضُ نبع المودة والسكن بكل هذا البغض؟
- أفق أنتَ تقتلني.
كل هذا لا يقترب من المنطق..
إنه حتمًا كابوس..

***
آخر ما تتذكره أنها سقطت في حضنه بحثًا عن الأحلام.
 -هل يمكن للكابوس أن يخمشك.. وأن تبكي فيه خوفا وأملاً في النجاة؟
هل يمكن أن يخنقني مَنْ أدمنت ملامحه؟
رائحة حضنه..
ربما يوقظني.. ليحبني في نور القمر كما اعتاد.
ربما هو نائم لا يدري.
ربما هو يمازحني.. مزاحًا ثقيلًا.. مؤلمًا
كل الكوابيس تنتهي..
أرجو أن ينتهي هذا قريبًا.. الآن.


حسن أمين

الجمعة، 26 نوفمبر 2010

النص الثاني: حبس انفرادي


ضمن أسرة من أبوين تقليديين وبنتين مؤدبتين جدًا، وجدت نفسها مثار إحراجهم بين الأقارب، فهي لا تحب الفساتين ولا الدمى، وتمقت دروس البيانو، بل وتصطاد أفضل من جارهم المراهق، الذي -بدوره- يحقد عليها، إذ تقلل من رجولته الحابية.
في الأعياد كانت ترفض فض صناديق الهدايا، فهي تعلم ماذا سيُهدي الأقارب التقليديون في سابع أعوامها.
كانت تخبئ هذه الصناديق في خزانة ملابسها، آملة أن يُهديها أحدهم يومًا مسدسًا أو بندقية.
دامت أمنيتها حتى الرابعة عشر، وفاة أمها، أمومة أبيها الخانقة، غنج أختها اللزج.
في ليلة لا قمرية، وفي هدوء سببه اللاهواء، سمعت باب خزانتها يُفتح فجأة ليسقط على أرض غرفتها جسم ثقيل.
أنارت الغرفة بغير فزع لتجد دمية لم ترها من قبل.. يسيل من جرح بعنقها دم قطني..
أزاحتها بقدمها –الجثة– فتحت الخزانة لتجد أمامها جيشًا متأهبً من الدمى العجوز، بادروها في صوت واحد: "قتلناها لأنها كانت الوحيدة المصرة على أنك طفلة بريئة، فقط الظروف و...".
هي (مقاطعة): "مخطئة، وتستحق ما فعلتموه به..".
ألجمتهم المفاجأة، اتجهت إلى مكتب أبيها بخطوات واثقة.
ودون إضاعة للوقت بدأت في حصد رؤوسهم: "مَنْ قال لكم أن تخرجوا من الصناديق؟".

حسن أمين